كل شيء يوحي بالعراقة في مخيطة تتنجيان الواقعة على تقاطع البريد وسط العاصمة؛ الديكور والألوان والأدوات وأثواب الأقمشة الفاخرة المرصوفة على الأرفف، واللوحة الصغيرة التي تشير إلى أنهم وكلاء الماركة العالمية “دوروميل” للأقمشة، هذا إضافة الى الهيئة الأنيقة التي يبدو عليها الخياط (فاهي تتنجيان) ذو الثلاثة وسبعين عاماً.
ورث فاهي وشقيقه الصنعة والمحل عن والدهما ستيفان تتنجيان، الأرمني الذي هاجر بلاده أرمينيا منذ المذبحة الشهيرة التي ارتكبها الأتراك عام 1914 وتعلم حرفة الخياطة ونال شهادة من فرنسا عام 1930 ثم أخرى من بريطانيا عام 1936، فيما نال فاهي شهادة مماثلة من الجهة ذاتها عام 1966، ولا تزال الشهادات المذهية، كبيرة الحجم وفخمة المظهر، معلقة على جدران المحل (كما ترونها في الصورة المنشورة جانباً).
يعتز فاهي بتاريخ محلهم، حيث كان زبائنه من كبار الشخصيات، ويتذكر أيام كان يستدعى الى قصر رغدان كلي يأخذ مقاسات الأمراء. ويتذكر زملاءه في الصنعة، لكنهم غادروها فيما لايزال محلهم صامداً.
يقول فاهي أنهم اليوم لا يخيطون إلا لزبائن منتقين، فالعلاقة مع الزيائن صارت مرهقة، ويتأسف على ماضي الصنعة عندما كان الآباء يحضرون أولادهم الى المحل ويطلبون تعليمهم المهنة.